بسبب التنافس المتزايد في سوق الأعمال والمال، يتركز اهتمام أصحاب الشركات والمؤسسات على تحقيق الإيرادات كمؤشر لوضعهم العام، مما دفعهم إلى تقييم أدائهم المالي لضمان فعالية استخدامهم للموارد المتاحة.
يعتمد أداء المؤسسة على قدرتها على تحقيق توازن في هيكلة رأس المال، من خلال تحديد مصادر التمويل، سواء كانت عبر التمويل الذاتي أو الاقتراض، لضمان تحقيق التوازن بين المخاطرة والربح.
من أجل تلبية احتياجاتها المالية، تضطر الشركات إلى وضع خطط تمويلية تهدف إلى اختيار البنية التمويلية المناسبة.
تتمثل أهمية قرارات التمويل في تحقيق التوازن بين التمويل الداخلي والخارجي، ولهذا السبب، يجب فهم تأثير نسب الرفع المالي على الأداء المالي للمؤسسات، وسيتم استكشاف هذا الموضوع ومتى تكون الرافعة المالية حلال وحرام بالتفصيل في هذا المقال.
ما المقصود بالرافعة المالية؟
ات الرافعة المالية تسمح للمستثمرين بالتداول بمبالغ أكبر مما يملكون بفتح مراكز تداول. فمثلاً، إذا كان لديك 1000 دولار وكانت الرافعة المالية 1:100، يمكنك فتح مركز تداول بقيمة 100,000 دولار.
هذا يمكن أن يزيد من الأرباح المحتملة، ولكنه في الوقت نفسه يعزز الخسائر المحتملة. منتجات الرافعة المالية مثل عقود الفروقات (CFDs) تعتبر عبارة عن عقود تتيح للمستثمرين الاستفادة من تغيرات أسعار الأصول الأساسية دون الحاجة إلى شرائها بالكامل. ومع ذلك، يجب أن يكون المستثمرون حذرين لأن الرافعة المالية يمكن أن تزيد من الخطر المالي.
كيف تعمل الرافعة المالية؟
باستخدام الرافعة المالية، يمكنك التداول بمبالغ أكبر من المبلغ الذي تودعه كهامش، مما يزيد من تعرضك لأصول أساسية بقيمة أكبر. عندما تقوم بوضع جزء صغير من قيمة التداول كهامش، يقوم مزود الخدمة بتقديم باقي المبلغ على هيئة قرض.
نسبة الرافعة المالية تعبر عن تعرضك الإجمالي مقارنة بالهامش الذي وضعته. على سبيل المثال، إذا كنت ترغب في شراء 1000 سهم من شركة ما بسعر 100 بنس، فستحتاج إلى دفع 1000 × 100 بنس لفتح تداول تقليدي. إذا ارتفع سعر السهم بمقدار 20 بنسًا، فستحقق ربحًا قدره 200 جنيه إسترليني عند إغلاق مركزك، وهذا مبلغ يزيد عن رأس المال الأصلي الذي وضعته.
ما هو مفهوم نسبة الرافعة المالية
تعبر نسبة الرفع المالي عن نسبة استخدام التمويل بالمديونية لتمويل جزء من الأصول والأنشطة بهدف زيادة الأرباح. وتُحسب هذه النسبة عادةً عن طريق قسمة إجمالي الديون على حقوق المساهمين أو على إجمالي الأصول بالشركة.
على سبيل المثال، إذا كانت نسبة الرفع المالي لشركة ما تبلغ 70%، فهذا يعني أن 70% من هيكل تمويل الشركة يأتي من القروض والتمويل الخارجي، بينما يشكل التمويل الذاتي أو من حقوق المساهمين نسبة 30%.
تشمل ديون المؤسسة إجمالي المطالبات، بما في ذلك الديون القصيرة والطويلة الأجل، في حين تشمل حقوق المساهمين رأس المال المدفوع إلى جانب الاحتياطيات والأرباح المحتجزة.
تُعتبر نسب الرفع المالي من بين أهم المقاييس المالية التي تستخدمها الشركات لتقييم قدرتها على تلبية التزاماتها المالية.
وتعتبر هذه النسبة من العوامل المؤثرة في شكل وطبيعة الهيكل التمويلي داخل المؤسسات والشركات، فعادةً ما تعتمد الشركات على مزيج متنوع من الأسهم والديون لتمويل عملياتها، وعندما يُطبق تقدير نسب الرفع المالي بشكل صحيح، يمكن للشركات والمؤسسات زيادة إنتاجيتها وبالتالي تحقيق المزيد من الأرباح.
نقترح عليك: أنواع التداول الحرام
أهمية نسبة الرفع المالي
تعد نسبة الرفع المالي مؤشرًا حيويًا لوضع ومستقبل الشركة المالي، حيث تُستخدم هذه النسب في تحليل الأداء المالي واتخاذ القرارات الاستثمارية. من الأهمية بمكان التفكير في العوامل التي تؤثر على هذه النسب والتي تتضمن:
1. تحديد إمكانية الاستثمار:
تساعد نسبة الرفع المالي في تقدير قدرة الشركة على تحمل المخاطر المالية وإمكانية الاستثمار فيها، فالمستثمرون يفضلون الشركات التي تمتلك هيكل تمويل متوازن.
2. تحليل الديون:
توضح نسبة الرفع المالي مستوى الديون المترتبة على الشركة مقارنة بإجمالي الدخل المتاح، مما يُستخدم في تقدير قدرة الشركة على سداد الديون.
3. الحصول على التمويل:
تُعتبر نسبة الرفع المالي عاملًا مهمًا يؤثر على قرارات المقرضين في منح الشركات القروض، حيث يفضلون الشركات ذات نسب رفع منخفضة.
4. تحسين هيكل رأس المال:
يمكن لنسبة الرفع المالي المناسبة تعزيز هيكل رأس المال للشركة وتحسين إمكانية الحصول على تمويل إضافي.
5. تحقيق الأرباح:
من خلال تحقيق التوازن بين تمويل الديون وتمويل حقوق المساهمين، يمكن للشركة تحقيق الأرباح بشكل أفضل.
6. زيادة قيمة السوق:
يمكن لنسبة الرفع المالي الملائمة أن تُسهم في زيادة قيمة السوق للشركة عبر تحسين الهيكل التمويلي.
7. إدارة المخاطر:
تُستخدم نسبة الرفع المالي لتحديد درجة المخاطرة المالية للشركة واتخاذ القرارات اللازمة لإدارة هذه المخاطر.
باختصار، تلعب نسبة الرفع المالي دورًا كبيرًا جداً في تقييم الأداء المالي واتخاذ القرارات الاستثمارية وإدارة المخاطر للشركات.
أنواع الرافعة المالية
تُستخدم العديد من النسب لقياس الرفع المالي، حيث تُركز هذه النسب على تقييم العلاقات بين هيكل رأس المال والفوائد الواجبة الدفع ناتجة عن القروض والمخاطر المالية المرتبطة بها.
وفيما يلي أهم نسب الرفع المالي:
- نسبة الرفع المالي تُقيم المخاطر المالية والتشغيلية للشركة، حيث تُعبر عن مقدار الدين أو الالتزام الذي تستخدمه الشركة لتمويل أنشطتها.
- نسبة الرفع التشغيلي: تُقيّم نسبة التكاليف الثابتة للشركة مقارنة بالتكاليف الإجمالية، وتُستخدم في تقدير هامش مساهمة الشركة في صافي دخلها التشغيلي.
- نسبة الرفع المالي المختلطة: تُستخدم لزيادة العائد المحتمل على الاستثمارات من خلال استخدام كل من الرفع المالي والتشغيلي، وتقيس المخاطر الإجمالية للشركة.
وبصورة عامة، كلما ارتفعت نسبة الرفع المالي المختلطة، زادت المخاطر المالية للشركة وارتفعت فرص الربح.
مميزات استخدام الرافعة المالية
فوائد الرافعة المالية تشمل الآتي:
1. تضخيم الأرباح بصورة أكبر:
باستخدام الرافعة المالية، يمكنك تحقيق أرباح أكبر من خلال وضع جزء صغير من قيمة التداول فقط، مما يعني أنك قد تكسب نفس الربح الذي ستحققه في التداول التقليدي بدون الحاجة إلى استثمار القيمة الكاملة للمركز.
2. فرص الإقراض:
يمكن لاستخدام الرافعة المالية تحرير رأس المال القابل للاستخدام للاستثمار في فرص أخرى، مما يزيد من إمكانية زيادة المبلغ المتاح للاستثمار والذي يعرف بالإقراض.
3. بيع الأسواق على المكشوف:
من خلال استخدام منتجات الرافعة المالية، يمكنك الاستفادة من الأسواق الهابطة والصاعدة، مما يسمح لك بالاستفادة من التداولات المتنوعة وتحقيق الربح منها.
4. التداول على مدار 24 ساعة:
بينما تختلف ساعات التداول من سوق إلى آخر، إلا أن بعض الأسواق تكون متاحة للتداول على مدار الساعة، وهذا يتيح لك فرص التداول في أي وقت ترغب فيه، مثل أسواق الفوركس والمؤشرات.
نقترح عليك: كيفية الحصول على Bitcoin مجانا
أبرز الأسئلة الشائعة:
الرافعة المالية حلال أم حرام؟
"يُحظر اتخاذ "الرافعة المالية" أو "المارجن" من هذا التطبيق أو الرافعة المالية في البنوك او أي مواقع أخرى للتداول، لأنه يُعتبر قرضًا يُجلب نفعًا للتطبيق، وذلك بسبب إجراء المعاملات من خلاله، مما يجعله يحصل على عمولة، ويُعد القرض الذي يُجلب نفعًا رباً، وقد وعد الله بالحرب ضد أهل الربا.
حكم التداول بدون رافعة مالية
بالتأكيد، هناك ضوابط شرعية يجب اتباعها عند التجارة بالعملات، ومنها عدم استخدام الرافعة المالية؛ لأنها تُعتبر من باب القرض، والجمع بين القرض والسمسرة غير مجاز شرعًا، فعندما يأخذ الموقع عمولة مقابل إجراء التعاملات، يُعتبر القرض هنا قد جر نفعًا للمقرض، وهو الربا.
ما هو حكم الرافعة المالية بينانس؟
من ضمن الضوابط الشرعية المتبعة في التجارة بالعملات هو اجتناب استخدام الرافعة المالية، ويعود سبب منعها كما جاء في قرار مجمع الفقه إلى التجارة بالهامش، حيث يقوم المشتري (العميل) بدفع جزء صغير من قيمة العملة التي يرغب في شرائها، ويقوم الوسيط (المصرف أو غيره) بتقديم الباقي على شكل قرض، مع الاحتفاظ بالعقود المشتراة كرهن لمبلغ القرض.
تداول الفيوتشر حلال أم حرام؟
استندت الآراء التي تعتبر تداول الفيوتشر حرام إلى عدة شواهد تدل على مخالفته للأحكام الشرعية، ومن هذه الشواهد:
1. مراهنة على فروق الأسعار:
يُعتبر تداول الفيوتشر أحيانًا مراهنة على تغيرات في أسعار الأصول المالية دون القيام بعمليات بيع وشراء فعلية، مما يشبه إلى حد كبير القمار والمراهنات، وهو أمر محظور في الشريعة الإسلامية.
2. عدم وجود عمليات بيع وشراء فعلية:
في تداول الفيوتشر، لا تحدث عمليات بيع وشراء فعلية للأصول، بل تتم المضاربة على تغيرات سعر الأصل مما يُعتبر تلاعبًا في الأسعار وغير مبني على أساس اقتصادي واقعي.
بناءً على هذه الشواهد المهمة التي ذكرناها لكم أعلاه، يُعد البعض أن تداول الفيوتشر يتعارض مع الأحكام الشرعية ويمكن أن يُصنف كممارسة غير مشروعة في الإسلام.
ختاماً: تعد الرافعة المالية أداة مالية تسمح للمستثمر بتداول كميات كبيرة من الأصول باستخدام مبلغ مالي أقل من قيمتها الفعلية. يتم ذلك عن طريق اقتراض السيولة من الوسيط، وتستخدم هذه الأداة لزيادة القوة التداولية وتحقيق أرباح مضاعفة X2.
لذا ينبغي على المستثمرين فهم أن استخدام الرافعة المالية يعتبر عملية محفوفة بالمخاطر، حيث يمكن أن تتسبب التقلبات السعرية في خسائر كبيرة، ويجب عليهم اتخاذ إجراءات تحذيرية مثل وضع حدود للخسائر واستخدام إدارة المال الخاصة بك بحذر، تمنياتنا بالتوفيق للجميع ودمتم بخير.
مواضيع ذات صلة:
تابعنا