يُعد فهم المصطلحات الأساسية في مجال التداول أمر ضروري جداً لتحقيق النجاح وتقليل المخاطر، ومن بين هذه المصطلحات، حيث يبرز مفهومي "اللوت" ومفهوم الرافعة المالية كعناصر رئيسية تؤثر بشكل كبير على كيفية تنفيذ الصفقات وإدارة رأس المال في التداول.
على الرغم من أن هذين المصطلحين قد يبدو معقدين في البداية، إلا أن فهمهما بشكل صحيح يمكن أن يساعد المتداولين على تنفيذ قرارات قوية وتحقيق نتائج أفضل في أسواق المال، في هذه المقالة سنقدم نصائح للمبتدئين حول كيفية استخدام هذه الأدوات بشكل آمن في استراتيجياتهم الاستثمارية وسنقوم بتوضيح الفرق بين اللوت والرافعة المالية، موضحين كيفية استخدام كل منهما في استراتيجيات التداول وكيفية تأثيرهما على العوائد والمخاطر.
ما هو الفرق بين اللوت والرافعة المالية
ما ستتعلمه في هذا الدليل:
- شرح مفهوم الهامش (المارجن) ودوره في إدارة المخاطر.
- التعرف على دور حجم الصفقة في التداول وإدارة المخاطر.
- تعلم كيفية احتساب قيمة النقطة (البيب) الواحدة.
اختيار حجم صفقة التداول
أحد القرارات المهمة التي يجب اتخاذها عند بدء الاستثمار هو تحديد حجم الصفقة التي تتناسب مع الوضع المالي الذي تنوي اتخاذه. يمكنك تحديد اتجاه السوق واقتناص الفرص الحقيقية، لكن السؤال المهم هو: كم من المال الذي أودعته ستستخدمه لكل مركز مالي تقوم بتنفيذه في السوق؟
يعتمد اختيار حجم الصفقة على العديد من العوامل النفسية مثل الراحة النفسية وتجنب المخاطرة، ولكن يجب أن يكون قرارك مرتبطًا بخطة إدارة المخاطر التي تنوي تطبيقها. فهم تأثير حجم الصفقة أمر مهم لأنه يؤثر على الهامش (المارجن) لكل صفقة تداول وكذلك على قيمة النقطة (البيب).
الهامش (المارجن)
عند فتح صفقة تداول، ستحتاج إلى مقدار معين من السيولة، وهو ما يعرف بالهامش (المارجن). الهامش ليس تكلفة مستحقة ولكنه مبلغ يتم تجميده عند فتح صفقة، ويسترد مرة أخرى عند إغلاق الصفقة، ومن الضروري معرفة قيمة الهامش لكل صفقة لتتمكن من تقييم المخاطرة ومعرفة ما إذا كانت الأموال المتبقية في حسابك تسمح بفتح صفقات إضافية.
على سبيل المثال، في حالة استخدام رافعة مالية قدرها 1:200، ستحتاج فقط إلى 0.5٪ من قيمة العقد لتجميده كهامش، حيث ان الرافعة المالية النموذجية هي 1:100، مما يعني أنك تحتاج إلى 1٪ فقط من قيمة العقد كهامش.
وهذا يسمح بتحقيق عائد أعلى على رأس المال المستثمر ولكنه يزيد من المخاطرة، حيث قد يدفعك إلى إيداع المزيد من الأموال لتغطية المراكز المالية المفتوحة، وقد تتعرض لخسائر أكبر إذا تحرك السوق عكس توقعاتك.
على سبيل المثال، إذا فتحت صفقة بمقدار عقد واحد (1 لوت) على زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار باستخدام رافعة مالية 1:100، فستحتاج إلى 1٪ من قيمة العقد كهامش. إذا كانت قيمة العقد (اللوت) الواحد لهذا الزوج هي 100,000 جنيه إسترليني، فستحتاج إلى 1000 جنيه إسترليني كهامش لإتمام الصفقة.
قد يهمك: شرح أنواع الشموع اليابانية وتوقع الاتجاهات
إدارة المخاطرة والهامش
من وجهة نظر إدارة المخاطرة، يُعتبر الهامش أمرًا هامًا للغاية. القاعدة العامة هي عدم استخدام الهامش بأكثر من 30٪ من إجمالي رأس المال المودع في الحساب. على سبيل المثال، إذا كان رأس المال المودع في الحساب يساوي 5000 جنيه إسترليني وفتحت صفقة بقيمة عقد واحد، فإن الهامش المستخدم يساوي 20٪ من قيمة حسابك.
من الضروري تقييم الحد الأقصى للهامش قبل فتح الصفقة وألا تقوم بكسر أي قاعدة وضعتها لنفسك، فاتباع القواعد بشكل صارم لإدارة المخاطر أمر مهم للغاية إذا كنت ترغب في النجاح في الأسواق المالية.
قيمة النقطة (البيب)
العامل الثاني الذي يتأثر بحجم الصفقة هو قيمة النقطة (البيب) حيث يجب معرفة قيمة النقطة خاصة لإدارة المخاطر، ويجب أن تعرف كيف سيتأثر حسابك إذا تحرك السوق 100 نقطة لصالحك أو ضدك.
لحساب قيمة النقطة (البيب)، يمكنك استخدام جدول مواصفات الأدوات المالية، وحتى تتمكن لحساب قيمة النقطة لكل عقد واحد، تضرب قيمة العقد في حجم النقطة الواحدة (1 بيب)، على سبيل المثال:
[ 100,000 \times 0.0001 = 10 \text{ دولارات أمريكية}]
هذا يعني أنه إذا فتحت صفقة بمقدار عقد واحد على زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار وتحرك السوق 100 نقطة لصالحك، فستحقق ربحًا بقيمة 1000 دولار، وإذا تحرك السوق ضدك، فستحقق خسارة بقيمة 1000 دولار.
إدارة المخاطر بشكل صحيح
كما أوضحنا سابقًا، يلعب كل من قيمة النقطة (البيب) والهامش (المارجن) دور هام جداً في التداول. حجم الصفقة يمكن أن يسهل أو يصعب إدارة مركزك المالي بعد فتح الصفقة. إذا كان حجم تداولاتك كبيرًا للغاية، يمكن أن تؤدي خطوة بسيطة إلى إخراجك من السوق، لذا، من الضروري فهم كلا العاملين لتحقيق أداء أفضل في التداول.
ما هو اللوت المناسب لرأس المال؟
قاعدة 1٪ تعتبر استراتيجية شائعة في إدارة المخاطر للتداول، حيث تتطلب هذه الاستراتيجية من المتداول عدم المخاطرة بأكثر من 1٪ من رصيد حسابه في أي صفقة واحدة. فمثلاً، إذا كان لديك حساب تداول بقيمة 10,000 دولار، فلا ينبغي أن تتجاوز الخسارة المحتملة في صفقة واحدة 100 دولار.
تطبيق هذه القاعدة يساعد المتداولين في الحفاظ على رأس المال وتقليل التعرض لخسائر كبيرة قد تؤثر بشكل كبير على الحساب.
كيفية تطبيق قاعدة 1٪ في الصفقات
لتنفيذ قاعدة 1٪، يمكنك اتباع الخطوات التالية:
تحديد حجم الحساب: قم بمعرفة القيمة الإجمالية لرصيد حساب التداول. في هذا المثال، لنفترض أن الحساب بقيمة 10,000 دولار.
1. حساب 1٪ من الحساب:
[ 10,000 \times 0.01 = 100 \]
يجب ألا تتجاوز الخسارة المحتملة في أي صفقة 100 دولار.
2. تحديد حجم الصفقة:
- لحساب حجم الصفقة بناءً على المخاطرة المقبولة، يجب معرفة قيمة النقطة (البيب) لزوج العملة الذي تتداوله.
- إذا كانت قيمة النقطة 10 دولارات لكل عقد (لوت)، يمكنك تحمل خسارة تصل إلى 10 نقاط كحد أقصى.
- يمكن استخدام أوامر وقف الخسارة لضمان عدم تجاوز هذه الخسارة.
مثال عملي على قاعدة 1٪
افترض أنك ترغب في تداول زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي (GBP/USD)، إذا كانت قيمة النقطة (البيب) 10 دولارات لكل عقد (لوت)، وأنت على استعداد لتحمل خسارة تصل إلى 100 دولار فقط، فيمكنك تعيين أمر وقف الخسارة على بعد 10 نقاط من سعر الدخول:
- [ 100 دولار (الحد الأقصى للخسارة) ÷ 10 دولارات (قيمة النقطة) = 10 نقاط \]
إذا كنت ترغب في المخاطرة بعدد أكبر من النقاط، يمكنك تقليل حجم الصفقة لتحقيق نفس الحد الأقصى للخسارة. لنفترض أنك ترغب في وضع وقف الخسارة على بعد 20 نقطة. في هذه الحالة، يجب أن يكون حجم الصفقة نصف عقد (0.5 لوت):
[ 100 دولار ÷ 20 نقطة = 5 دولارات (قيمة النقطة لكل عقد) \]
عند استخدام 0.5 لوت، ستكون قيمة النقطة 5 دولارات بدلاً من 10 دولارات، مما يسمح لك بتعيين وقف الخسارة على بعد 20 نقطة مع الالتزام بقاعدة 1٪.
قد يهمك: تعرف على أفضل أوقات التداول في سوق العملات
أهمية قاعدة 1٪ في التداول
تساهم قاعدة 1٪ المتداولين على التحكم في خسائرهم وتقليل التأثير العاطفي للتداول. الالتزام بهذه القاعدة يمكن أن يساعد في:
- تجنب الخسائر الكبيرة.
- الحفاظ على رأس المال على المدى الطويل.
- بناء نهج تداول منضبط ومستدام.
من خلال تطبيق قاعدة 1٪ بانتظام، يمكنك تقليل تأثير الخسائر الفردية على حسابك وتحقيق استقرار أكبر في نتائج التداول الخاصة بك.
كيفية حساب اللوت في الذهب
لنفترض أن سعر الذهب الحالي هو 1,800 دولار للأوقية، فإذا كنت تتداول بعقد واحد (1 لوت) من الذهب، فسيكون الحساب كالتالي:
- 1 لوت = 1 , 800 دولار/أوقية × 100 أوقية = 180 , 000 دولار
- هذا يعني أن قيمة اللوت الواحد هي 180,000 دولار. عند فتح صفقة تداول بعقد واحد، تكون قد استثمرت مبلغًا يعادل 180,000 دولار من الذهب.
خاتمة المقالة:
يُعد كل من اللوت والرافعة المالية من الأدوات المهمة في عالم التداول، حيث يساعدان على تحقيق التوازن بين تحقيق الأرباح وإدارة المخاطر، من خلال فهم كيفية استخدام اللوت بشكل صحيح يمكن أن يساعد المتداولين في تحديد حجم الصفقات بدقة، بينما تتيح الرافعة المالية إمكانية مضاعفة قوة رأس المال لتحقيق عوائد أكبر.
ومع ذلك، يجب على المتداولين توخي الحذر وعدم الإفراط في استخدام الرافعة المالية لتجنب الخسائر الكبيرة من خلال الدراسة الجيدة والتطبيق العملي المدروس، يمكن للمتداولين تحسين مهاراتهم واستخدام هذه الأدوات بشكل فعّال وآمن لتحقيق أهدافهم المالية بثقة أكبر.
مواضيع ذات صلة:
تابعنا